هناك قناة تسمى قناة استاكيوس، تربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف، وتسمح للهواء بالوصول إلى الأذن الوسطى بحيث يظل الضغط خلف طبلة الأذن مساويًا للضغط في الهواء خارج الأذن، أحيانًا لا يعمل هذا الأنبوب بشكل جيد مما يسبب تراكما للسائل في الأذن الوسطى ويُطلق على هذا التجمع للسائل مصطلح الأذن الصمغية.
وتعتبر حالة شائعة لدى الأطفال ويمكن أن تحدث للبالغين، وأحيانًا لا يكون هناك سبب واضح لحدوث هذا الأمر، ولكن يمكن أن تحدث بعد الإصابة بالبرد، ويمكن أن تشفى دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، ويمكن أن تستمر لدى البعض لعدة شهور وفي سنوات الطفولة، وعادة ما يتعافى الأطفال من هذه الحالة قبل بلوغ سن المراهقة.
ويسمح أنبوب فغر الطبلة للهواء بالوصول إلى الأذن الوسطى، مما يمنع تراكم السائل وحدوث الصمم، ولا يعمل أنبوب فغر الطبلة على علاج السبب الفعلي للأذن الصمغية، ولذلك ربما يعود الصمغ عند سقوط الأنبوب.
ولا يحتاج معظم الأشخاص الذين يعانون من الأذن الصمغية إلى إجراء عملية جراحية، حيث تتحسن الحالة من تلقاء نفسها، ومع ذلك، لا يمكن دائمًا التنبؤ بحدوث هذا الأمر، ويتابع الجراح أو اختصاصي السمع لمدة ثلاثة شهور على الأقل ليرى ما إذا كان هناك تحسن طرأ على الأذن الصمغية أم لا.
ويُوصى بإجراء العملية الجراحية في حالة استمرار الأذن الصمغية لمدة أطول من ثلاثة أشهر، والتسبب بمشكلات في السمع أو التهابات متكررة للأذن أو بطء في نمو مهارات التحدث أو بطء في التحصيل المدرسي أو مشكلات سلوكية، في حالة استمرار الأذن الصمغية ولكن بدون مشاكل أخرى واضحة، فمن الآمن والمعقول أن تتابع الحالة لمدة أطول من ثلاثة شهور.
ولا توجد مخاطر كبيرة مرتبطة بعدم إجراء العملية، وهناك علاج آخر يتمثل في ارتداء جهاز يساعد على السمع إلى أن يتحسن السمع، وربما يكون هناك أحياناً مخاوف من أن تضعف طبلة الأذن وتنسحب إلى الداخل، وأحيانًا قد يتكرر تكوُّن الصمغ، وربما يقترح الجراح إجراء جراحات أخرى مرتبطة بها، مثل استئصال اللحمية مع استئصال اللوزتين أو بدون استئصالهما.
ويتم إجراء العملية تحت التخدير الكلي وتستغرق عادةً عشرين دقيقة، إلا أنه يمكن استخدام التخدير الموضعي مع البالغين، ويقوم الجراح بعمل فتحة صغيرة في طبلة الأذن لإزالة السائل بالشفط ثم يقوم بعد ذلك بوضع أنبوب فغر الطبلة في الفتحة.
ولا يسبب وضع أنبوب فغر الطبلة في الأذن أي ألم، وحتى أن معظم الأطفال لم يكن لديهم شكوى من الألم بعد إجراء العملية، والنزيف، سواء أثناء العملية أو بعدها، حيث قد يكون هناك قدر ضئيل من النزيف من الأذن لمدة يوم أو يومين بعد العملية، والمضاعفات المحددة لهذه العملية كالتسريب من الأذن لسائل نظيف أو سائل مختلط بدم لمدة يوم أو يومين بعد العملية، عادةً ما يزول هذا التسريب بدون أي علاج.
وتستمر إفرازات الأذن لمدة أطول من يوم أو يومين وربما تحتاج إلى استخدام قطرات مضادات حيوية لإيقاف الإفرازات، وأحيانًا إزالة أنبوب فغر الطبلة، وتظل فتحة صغيرة موجودة في طبلة الأذن بعد سقوط أنبوب فغر الطبلة، المخاطرة 2% لكل أنابيب فغر الطبلة العادية، و25% لأنابيب فغر الطبلة التي على شكل حرف تي (T)، وقد يحدث التراكم المتكرر للسائل في الأذن الوسطى بسبب انسداد أنبوب فغر الطبلة بالدم أو الشمع قبل سقوطه.
ويمكن العودة لممارسة الأنشطة الطبيعية بعد 24 ساعة من إجراء العملية، والمحافظة على الأذن جافة وعدم السباحة لمدة 4 أسابيع بعد إجراء العملية الجراحية، وعدم قيادة أي مركبة لمدة 24 ساعة على الأقل بعد العملية.
ويسقط أنبوب فغر الطبلة تلقائياً بعد فترة تتراوح من 6 إلى 12 شهراً، وربما يعود الصمغ مرة أخرى بعد حدوث هذا الأمر، ويعتمد على ما إذا كانت الأذن الوسطى وقناة استاكيوس قد استعادتا وظيفتهما الطبيعية أثناء وجود أنبوب فغر الطبلة أم لا، ولا يقدم أنبوب فغر الطبلة أي مساعدة في هذا الأمر، وإنما يعمل فقط على منع السائل من التراكم.
* قسم الأنف والأذن والحنجرة
0 التعليقات:
إرسال تعليق