السمنة والكبد
فالالتزام بهديه صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر يجعل الإنسان في حاله صحية طيبة، ويقيه من السمنة التي تعد قاسما مشتركا لأمراض كثيرة منها السكري والضغظ والتشحم الكبدي.
تعد السمنة إحد المشكلات الصحية القومية في المملكة السعودية العربية، ففي دراسة قام بها د. العثيمين عام 2007 اتضح أن نسبة السمنة تصل إلى 23% في النساء و14% عند الرجال، وتختلف هذه النسبة من مدينة إلى اخرى فهي 11% في جازان و34% في حائل، وكما أنها موجودة في كل الأعمار مما يؤكد على أهمية تغير النمط الغذائي في المجتمع السعودي.
ارتبطت السمنة ارتباطا وثيقا بتشحم الكبد، ويتراوح تأثيرها من ترسب الدهون في الكبد بدون وجود التهاب أو خطر وجود التهاب دهني من 5 إلى 10% مما قد يؤدي إلى تليف الكبد.
إن أمراض الكبد الناتجة عن تشحم الكبد في تزايد مطرد، ليس فقط في المملكة العربية السعودية ولكن على مستوى العالم، وفي السنوات الأخيرة تزايدت أعداد المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة كبد بسبب وجود تشحم بالكبد.
وهناك دراسات عديدة عن نسبة السمنة في شرائح مختلفة من المجتمع السعودي وفي الأطفال أيضاً ومن المتوقع إزدياد أعداد مرضى الكبد بسبب السمنة خلال العقدين القادمين مالم يتم عمل برنامج واضح لمكافحة هذه المشكلة.
ومن الناحية التشخيصية فإن أغلب المصابين بتشحم الكبد لا تبدو عليهم أعراض في أغلب الأوقات مما يؤدي إلى صعوبة التشخيص، ولكن عندما يتم عمل تحليل وظائف الكبد فإنه في الغالب تكون مرتفعه ارتفاعا طفيفا.
ومن الأمور التي تساعد على التشخيص هو عمل أشعة تلفزيونية حيث يظهر من خلال هذه الأشعة ترسباً للدهون في الكبد بحيث تكون صورة الكبد أكثر لمعانا من الطحال والكلى التي لا تترسب فيها الدهون، أما الأشعة المقطعية فقط تعطي صورة أوضح ويمكن حساب نسبة الدهون بشكل نسبي من خلال عمل أشعة الرنين المغناطيسي، وتعتبر عينة الكبد مهمة جدا بالتفرقة بين ترسب الكبد العادي والالتهاب الدهني الذي يؤدي إلى تليف الكبد.
الوقاية خير من العلاج:
إن المحافضة على الوزن المثالي والطعام الصحي هو الأهم فقط انتشرت الآن مطاعم الأطعمة الغير صحية (الوجبات السريعة) والمشروبات الغازية مما أدى إلى انتشار السمنة.
إن التثقيف الصحي فقط عن طريق المنشورات والقنوات الفضائية وحدها لا يكفي، حيث أن المشكلة تحتاج إلى برنامج متكامل يشمل برامج تعليمية للأطفال في المراحل الأولى من التعليم الأساسي عن أهمية الرياضة والطعام الصحي وأن يكون الطعام المقدم والمباع في المدارس صحيا، فكما نعلم إن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
العلاج:
العلاج بالدرجة الأولى يشمل: إنقاص الوزن إلى الوزن المثالي والغذاء الصحي الذي يحتوي على الكثير من الخضراوات والقليل من الدهون والنشويات بالإضافة إلى الإكثار من تناول فيتامين (E).
وأختم بقول الحارث ابن كلدة (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء).
* أمراض الكبد
0 التعليقات:
إرسال تعليق